كيف تُراقب نشاطات أولادك على الهاتف الذكي؟


يحمل عَددٌ كبير من الأولاد هواتفَ ذكيّة، سواءَ للتباهي بها أمام أصدقائهم وأقاربهم، أو للتواصل معهم، لكنَّهم لا يُدركون المخاطر التي يُمكن أن تنجم مِن سوء استخدامها. لذلك، تقع على أهاليهم مسؤوليّة مُراقبة نشاطاتهم باستمرار، حتّى لو اضطرّوا إلى اللجوء لبرامج المُراقبة الأبويَّة، التي تندرج في إطار البرامج التجسُّسية

كثيرةٌ هي منافع الهواتف الذكيّة التي يُمكن أن يستفيد منها الأولاد، ومنها: إستخدام الهواتف الذكيّة للتواصل مع أولياء أمورهم من أجل معرفة مكانهم باستمرار، أو مُشاركة بعض الفيديوهات والصوَر، أو البحث عن بعض المعلومات على الإنترنت، أو التواصل عبرَ برامج الدردشة والمواقع الإجتماعيّة  
لكن ماذا لو لاحظ الأهل أنّ هناك أموراً مشبوهة يقوم بها أولادهم عبر هواتفهم الذكيّة، وهي أمورٌ يسهل مسح أيّ أثر لها لإخفائها؟

علماً أنَّ غالبية هذه الأمور تكون مُتّصلة عادةً بمواد جنسيّة كالنصوص والصوَر الإباحيّة أو رسائل غريبة قد تتسبّب مع الأيام بمُشكلات نفسية للأولاد، أو بدردشات مع أشخاص غير مرغوب بهم يُمكن أن تؤدّي الى إغراء الأولاد وابتزازهم جنسيّاً…

التوعية

إنَّ الطريقة الصحيحة لحماية الأولاد من مخاطر الهاتف الذكي، هي جعلهم يُدركون أوّلاً أنّ أهلهم يهتمّون بهم ويُتابعونهم دائماً. من هُنا، يجب توعية الأطفال على المخاطر المُختلفة التي قد يواجهونها بسبب سوء استخدام الهاتف الخلوي وبرامج الدردشة. كذلك، على الأهل تخصيص وقت للأولاد للسماح لهم باستخدام الهاتف أو أيّ جهاز ذكي آخر، والحرص على عدم تجاوُزهم هذا الوقت.

سُبل المراقبة

لكن إذا لم ينجح الاهل في توعية أولادهم على مخاطر الهواتف الذكيّة، وإذا أدركوا أنَّ هناك أمراً غير طبيعي يحصل، فيمكن في هذه الحال اللجوء إلى مراقبة الهواتف الذكيّة الخاصّة بالأولاد من دون معرفتهم بالأمر، وذلك من خلال تثبيت برامج الرقابة الأبويّة على هواتفهم النقّالة.

وتسمح هذه البرامج التي تعمل بنحوٍ خفيّ بالكامل، ولا تظهر حتّى في لائحة البرامج المُثبتة على الهاتف، بمُراقبة نشاطات الأولاد عَن قُرب، حيث تمنح الأهل رقابةً كاملة على نشاطات الأطفال، كمراقبة الرسائل الواردة والمُرسَلة ومضمون النصوص على تطبيقات الدردشة مثل «Whatsapp» و»Viber» وغيرها من برامج الدردشة، ومراقبة الرسائل الإلكترونيّة، ومواقع الإنترنت التي يزورونها، والأسماء، وسجلّات الإتّصال، وتحديد موقع الهاتف عن طريق «GPS»، إضافةً إلى مُراقبة كُلّ ما يحصل من خلال الهاتف على مواقع التواصل الإجتماعي.

كذلك، هناك برامج تُسجِّل المُكالمات، أو ترسل صوراً بطريقة سرّية من كاميرا الهاتف الذكي الأماميّة أو الخلفيّة، أو تُسجِّل مقطعاً صوتياً، وذلك بمُجرَّد تلقّي رسالة خفيّة تمَّ تحديد مضمونها مسبقاً، تُرسَل من أيّ هاتف إلى الهاتف المُراقَب، ليُرسل برنامج التجسُّس المعلومات المطلوبة إلى بريد إلكتروني يُحدِّده أولياء الأمور مُسبقاً.

ومن أبرز هذه التطبيقات «Boyfriend Tracker»، و»Mobile Spy» و»Stealthgenie» و»MobiStealth» و»spybubble»، وهي تطبيقات تسمح بالمُراقبة الشاملة لأيّ هاتف، وتُقدِّم فورَ تنزيلها، وبنحوٍ سرّي، المُراقبة الشاملة لكُلّ أعمال المُستخدم على هاتفه.

إنتهاك الخصوصيّة

إشارة إلى أنَّ هذا المقال يندرج في إطار تربويّ بحت، للحفاظ على حُسن سلوك الأولاد وعدم دخولهم في مسائل محظورة، في عالم أصبحت فيه التكنولوجيا جزءاً لا يتجزّأ من حياة كُلّ أنسان. وهو لا يندرج إذاً في إطار الحَضّ على المُراقبة والتجسُّس على الراشدين أو على الأزواج والزوجات أو على إيّ إنسان، وذلك حفاظاً على عدم انتهاك حرّيات الأفراد وخصوصيّاتهم، والمنصوص عليها في شرعة حقوق الإنسان.
navright
.

تابعنا على صفحة الفايس بوك