ذ.مايسة سلامة
ولوا عني ظلامية متخلفة تروج للإرهاب..فقد انقلبت موازين الحق والباطل في آخر الزمن، وأصبح الذي يحمل شعار المفاسد مناضلا، والذي يحمل شعار الأخلاق جاهلا، ولازلنا سنرى في مجتمعنا العجب العجاب.
“بسيمة الحقاوي” تركت مشاكل الأسر في القرى النائية، ومعاناة الرجال والنساء مع الفقر والتهميش والقلة المادية، وتركت الجمعيات التي تنشر الرذيلة باسم الحريات الفردية، ونسيت كل شيء أو تناست وقررت أن تروج لنفسها في النسخة الثانية من الحكومة بأن تمرر قانونا يعاقب المتحرشين في الشارع العام، لا أعلم هل قرارها هذا كان باسم الغرب أم باسم الشرق أم باسم الحق أم باسم الإسلام.
طبعا أنا ضد التحرش الجنسي، حين تكون المرأة محتشمة بلباس محترم فيتسلط عليها أحد الرعاع يعرقل سيرها ويعكر صفوها بالبذاءة والدعوات الرخيصة، وقد يتجاوز الأمر من الهمس إلى اللمس، وأتمنى حينها لو كنت شرطيا قويا لصرعته على الأرض ولأرهقته بالضرب حتى يتوب التوبة النصوح.. ولكن دعونا نتحدث بوضوح..
حين تجد الكاسية العارية المائلة المميلة، تلك النساء المكتنزات الممتلئات بسراويلهن اللاصقة وكأن أرجلهن مصبوغة بطلاء، وكأن صدورهن تسبح في الفضاء، يمشين الخيلاء.. إن كنت أنا المرأة أنظر، وأتعجب وأحسبن وأسترجع، وأكاد أرجع ما في بطني لشدة الغثيان.. ماذا يفعل الرجال والصبيان؟
هل نحتاج أن نشرح للمرة الألف عبر هذه المقالات ما يحدث علميا في الجسد البشري الذكوري من تغيرات ڤيزيولوجية كيميائية ومن تحركات هرمونية تتسبب في الإثارة الجنسية.. كيف نستفز الطبيعة ونطالبها بالهدوء والأدب، كيف نضع البنزين جنب النار ونتساءل عن مصدر اللهب، كيف تتعرى المرأة وتفتن وحين يفتن الرجل تقول له أنت السبب!!
إن كانت العقوبة التي تفرضها “الحقاوي” ضد التحرش تعني اللمس وما فوقه، لا يسعني إلا أن أوفق، إذ أن اللمس تجاوز الشهوة الطبيعية اللإرادية إلى حركة اختيارية تنتهك مساحة الآخر. ولكن إن كانت تعني النظر والكلام، أظنني سألاقي نفس العقوبة إذ أنني أنا المرأة لم أعد أستطيع غض البصر والصمت حين أرى إحداهن مارة بجسدها مكشوف بالكلية كأننا في الحمام.
هل أن أقول “حسبي الله ونعم الوكيل” تحرش؟ هل أن تقول المرأة لزوجها “لا تنظر إلى تلك العارية” تحرش؟ هل أن أقف وأمعن النظر في العجب الذي مر أمامي انتهاك للحرية؟ ألا ينتهكن هن حريتنا جميعا باغتصابهن للقيم الأخلاقية! ألا يجدر احترام مجالي البصري في الشارع العام، وأن لا أرى في بلدي داخل مدينتي إلا ما يحفظ العفة والاحترام؟ أليس الملك أمير المومنين، أليس الدستور يقر بأن الدين الرسمي للدولة هو الإسلام؟
يا “بسيمة الحقاوي”.. أين نحن من الإسلام؟ كيف تحاربين النتيجة وتتركين السبب؟ كيف تستأصلين الرد الطبيعي وتتركين الأصل الأعوج يزيد في العوج؟ كيف تهملين فضاحة ما تفعله النساء العاريات بأشكالهن وتمنعين عن وجوهنا النظر والعجب!!
تضامني المطلق مع الرجال أمام الفتنة العظمى التي يعيشونها يوميا في الشارع العام: فتنة الكاسيات العاريات. سيجعلون النساء تتعرى باسم الحريات. ويصمتونكم بالقوانين والمدونات. حتى يصيبكم البرود الجنسي وتصبحوا مخنثين لا تشعرون. ثم نقعد نتحسر ونتساءل أين الرجال.
تحدثوا عن حقوقكم عبر جمعيات وطالبوا بها.. الدين إلى صفكم والقيم الاجتماعية وكل ذي منطق سليم.
المصدر: ازيلال پريس